Aug 31, 2008

الواقعية في الأدب والتدوين

الوعظية مقابل الواقعية في الأدب

Didacticism الوعظية أو المنهجية التعليمية أو الإرشادية (المصطلح إنجليزي ولا أعرف المصطلح المتفق عليه لدى النقاد العرب) وكما هو واضح من الاسم يهدف هذا المذهب إلى الوعظ والإرشاد أي أن العمل الأدبي لابد أن يحتوي على دروس وعظات يستفيد منها القارئ. ساد هذا الاتجاه في إنجلترا في الفترة بين (1770-1750م) ومن خصائص هذه الفترة حرص الشعراء على استخدام مفردات معينة أطلق عليها Poetic diction ومن الأمثلة على الأعمال الأدبية التي استخدمت فيها الوعظية The Essay of Criticism ل إلكسندر بوب.

*****
الواقعية في الأدب هي ذلك النهج أو المذهب الذي يهتم بوصف الحياة اليومية كما هي دون أي مثالية. ورغم أن الواقعية ليست مقتصرة على قرن واحد أو أي مجموعة من الكتاب ، إلا أنه قد أرتبط أسمها بالحركة الأدبية التي ظهرت في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر ومن ثم انتشرت في أنحاء أوروبا. من رواد الحركة الواقعية في الأدب الإنجليزي الروائية جورج اليوت (أسمها الحقيقي ماري) والروائي تشارلز ديكنز الذي عرض الواقعية في العديد من روياته كالآمال العظيمة وديفيد كوبرفيلد وأوليفر تويست. وفي المسرح نجد النرويجي هنريك إبسن

ولنقف للحظات عند هذا الرجل حتى تتضح لنا ملامح الواقعية. أستخدم إيبسن الواقعية من خلال عرضه ل المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعه فمثلاً في مسرحيته بيت الدمى ناقش إيبسن الصدق والزيف وتأثيره في العلاقات الإنسانية وبالتحديد بين الأزواج وفي هيدا قابلر ناقش صراع الفرد مع المجتمع ولم يهتم إيبسن فقط بعرضه ل المشاكل الاجتماعية التي هي جزء من واقع مجتمعه فقد أهتم أيضاً بوصف المكان والزمان وصفاً دقيقاً وانعكاس ذلك وتأثيره على شخصياته باعتبار أن الإنسان في حياته اليومية يتأثر بالحيز الزماني والمكاني وإبراز ذلك في العمل الأدبي هو جزء من مهام الحركة الواقعية.

*****

الواقعية في شيكاجو

فور إنهائي لهذه الرواية قمت بكتابة review عنها وقد ذكرت كيف أن الروائي علاء قد ناقش في روايته قضية الفساد السياسي في مصر والأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية وكيف أنه عرض بعض المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي والطلاب المصريين المبتعثين هناك ولن أعيد ما ذكرت سابقاً فرابط التدوينه موجود لمن يريد قراءته وتعليقي هو حول المقالة التي كتبها ياسر سعيد حارب بعنوان أدباء أم سفهاء وأسباب عدم فهمه ل الرواية واضحة جداً ولن الجىء إلى الانتقاص منه بنفس الطريقة التي انتقص بها الأدباء لأنه مجرد قارئ ولم يصل حتى لمرتبة القارئ الناقد فلو كان ناقد لحاول أن يكون موضوعي في نقده ولتخلص من تحامله تجاه الأدباء العرب والذي كان واضحاً من الجملة الأولى التي أبتدئ بها مقالته:

" ليس من عادتي أن أقرأ روايات لأدباء عرب لأسباب كنت أحتفظ بها لنفسي"

للأسف تكوين ياسر لهذه الفكرة المسبقة والخاطئة قبل أن يقرأ الرواية كانت سبب في عدم فهمه واستيعابه ل الرواية وأسباب حنقه على الرواية واضحة جداً في السطور التالية:

" كنت أجتهد كلما فتحت صفحة جديدة في أن أجد لفظاً أدبياً متميزاً أو تشبيهاً بليغاً أو استعارة مكنية أو أي شيء من أبجديات الأدب العربي الذي تعلمناه في المدارس إلا أنني لم أجد شيئاً من ذلك القبيل"

وكان جل ما قرأته هو كلام سلس غير معقد - وهي إحدى مميزات الرواية - ومعنى أكثر سلاسة إلى درجة السطحية. فالكاتب يصف أموراً بسيطة بدقة متناهية كلون البنطال الذي يرتديه فلان ونوع قميصه وشكل شعره بطريقة تحرم القارئ من متعة الخيال التي هي أجمل شيء في القراءة،

هل المشكلة في علاء أم في القارئ ياسر؟!! الإجابة ستتضح لكم لو ربطتم بين حديثي في بداية هذه التدوينه وبين رأي ياسر

*****

الواقعية في التدوين

أهداف الواقعية في الأدب لا تختلف عنها في التدوين فتجسيد وتصوير الواقع كما هو بعيداً عن المثاليات هو من خصائص الواقعية كما أن نقد المجتمع وإظهار أوجه التناقض والنفاق والفساد فيه يساعد على فهم المشاكل الاجتماعية والذي بالتأكيد سيعين على وضع الحلول لها وقد يقول قائل أننا بذلك نركز على عرض الأمور السلبية لا الإيجابية وأقول له أذهب وإقراء لرواد الواقعية في الأدب العالمي كتشارلز ديكنز وإيبسن وجورج برنارد شو وستفهم بعدها سبب تركيز هؤلاء الكتاب على الأمور السلبية أما إذا لم يعجبك كلامي ولازلت تشتم في كتاباتي وكتابات غيري من المدونين التشاؤمية فأنا لن أطالبك بتغيير نظرتك التفأولية كما تطالبنا أنت بتغيير نظرتنا التشاؤمية وإنما أطالبك بتطبيق نظرتك التفأولية على ما أكتبه فلا تنظر له بنظرة سوداوية ولا تعتبره جلداً للذات أعتبره يا أخي عرض ل المشكلة وفكر أنت في حلولها أما إذا كنت لا تريد أن تفكر ولا تريد أن تنصت إلى الحقيقة وبدئت تشعر أن تشاؤمي قد تغلب على تفأولك فما عليك سوى أن تبتعد عن مدونتي فلست مجبر على أن تقرأ لي كما أنني لست بمجبره على إتباع نهجك وفلسفتك في الحياة.

......................

المراجع

Abrams, A Glossary of Literary Terms. 8th ed. Thomson Wadsworth, 2005

The Columbia Electronic Encyclopedia, 6th ed. Copyright © 2007, Columbia University Press.

blog comments powered by Disqus