Aug 31, 2008

الواقعية في الأدب والتدوين

الوعظية مقابل الواقعية في الأدب

Didacticism الوعظية أو المنهجية التعليمية أو الإرشادية (المصطلح إنجليزي ولا أعرف المصطلح المتفق عليه لدى النقاد العرب) وكما هو واضح من الاسم يهدف هذا المذهب إلى الوعظ والإرشاد أي أن العمل الأدبي لابد أن يحتوي على دروس وعظات يستفيد منها القارئ. ساد هذا الاتجاه في إنجلترا في الفترة بين (1770-1750م) ومن خصائص هذه الفترة حرص الشعراء على استخدام مفردات معينة أطلق عليها Poetic diction ومن الأمثلة على الأعمال الأدبية التي استخدمت فيها الوعظية The Essay of Criticism ل إلكسندر بوب.

*****
الواقعية في الأدب هي ذلك النهج أو المذهب الذي يهتم بوصف الحياة اليومية كما هي دون أي مثالية. ورغم أن الواقعية ليست مقتصرة على قرن واحد أو أي مجموعة من الكتاب ، إلا أنه قد أرتبط أسمها بالحركة الأدبية التي ظهرت في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر ومن ثم انتشرت في أنحاء أوروبا. من رواد الحركة الواقعية في الأدب الإنجليزي الروائية جورج اليوت (أسمها الحقيقي ماري) والروائي تشارلز ديكنز الذي عرض الواقعية في العديد من روياته كالآمال العظيمة وديفيد كوبرفيلد وأوليفر تويست. وفي المسرح نجد النرويجي هنريك إبسن

ولنقف للحظات عند هذا الرجل حتى تتضح لنا ملامح الواقعية. أستخدم إيبسن الواقعية من خلال عرضه ل المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعه فمثلاً في مسرحيته بيت الدمى ناقش إيبسن الصدق والزيف وتأثيره في العلاقات الإنسانية وبالتحديد بين الأزواج وفي هيدا قابلر ناقش صراع الفرد مع المجتمع ولم يهتم إيبسن فقط بعرضه ل المشاكل الاجتماعية التي هي جزء من واقع مجتمعه فقد أهتم أيضاً بوصف المكان والزمان وصفاً دقيقاً وانعكاس ذلك وتأثيره على شخصياته باعتبار أن الإنسان في حياته اليومية يتأثر بالحيز الزماني والمكاني وإبراز ذلك في العمل الأدبي هو جزء من مهام الحركة الواقعية.

*****

الواقعية في شيكاجو

فور إنهائي لهذه الرواية قمت بكتابة review عنها وقد ذكرت كيف أن الروائي علاء قد ناقش في روايته قضية الفساد السياسي في مصر والأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية وكيف أنه عرض بعض المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي والطلاب المصريين المبتعثين هناك ولن أعيد ما ذكرت سابقاً فرابط التدوينه موجود لمن يريد قراءته وتعليقي هو حول المقالة التي كتبها ياسر سعيد حارب بعنوان أدباء أم سفهاء وأسباب عدم فهمه ل الرواية واضحة جداً ولن الجىء إلى الانتقاص منه بنفس الطريقة التي انتقص بها الأدباء لأنه مجرد قارئ ولم يصل حتى لمرتبة القارئ الناقد فلو كان ناقد لحاول أن يكون موضوعي في نقده ولتخلص من تحامله تجاه الأدباء العرب والذي كان واضحاً من الجملة الأولى التي أبتدئ بها مقالته:

" ليس من عادتي أن أقرأ روايات لأدباء عرب لأسباب كنت أحتفظ بها لنفسي"

للأسف تكوين ياسر لهذه الفكرة المسبقة والخاطئة قبل أن يقرأ الرواية كانت سبب في عدم فهمه واستيعابه ل الرواية وأسباب حنقه على الرواية واضحة جداً في السطور التالية:

" كنت أجتهد كلما فتحت صفحة جديدة في أن أجد لفظاً أدبياً متميزاً أو تشبيهاً بليغاً أو استعارة مكنية أو أي شيء من أبجديات الأدب العربي الذي تعلمناه في المدارس إلا أنني لم أجد شيئاً من ذلك القبيل"

وكان جل ما قرأته هو كلام سلس غير معقد - وهي إحدى مميزات الرواية - ومعنى أكثر سلاسة إلى درجة السطحية. فالكاتب يصف أموراً بسيطة بدقة متناهية كلون البنطال الذي يرتديه فلان ونوع قميصه وشكل شعره بطريقة تحرم القارئ من متعة الخيال التي هي أجمل شيء في القراءة،

هل المشكلة في علاء أم في القارئ ياسر؟!! الإجابة ستتضح لكم لو ربطتم بين حديثي في بداية هذه التدوينه وبين رأي ياسر

*****

الواقعية في التدوين

أهداف الواقعية في الأدب لا تختلف عنها في التدوين فتجسيد وتصوير الواقع كما هو بعيداً عن المثاليات هو من خصائص الواقعية كما أن نقد المجتمع وإظهار أوجه التناقض والنفاق والفساد فيه يساعد على فهم المشاكل الاجتماعية والذي بالتأكيد سيعين على وضع الحلول لها وقد يقول قائل أننا بذلك نركز على عرض الأمور السلبية لا الإيجابية وأقول له أذهب وإقراء لرواد الواقعية في الأدب العالمي كتشارلز ديكنز وإيبسن وجورج برنارد شو وستفهم بعدها سبب تركيز هؤلاء الكتاب على الأمور السلبية أما إذا لم يعجبك كلامي ولازلت تشتم في كتاباتي وكتابات غيري من المدونين التشاؤمية فأنا لن أطالبك بتغيير نظرتك التفأولية كما تطالبنا أنت بتغيير نظرتنا التشاؤمية وإنما أطالبك بتطبيق نظرتك التفأولية على ما أكتبه فلا تنظر له بنظرة سوداوية ولا تعتبره جلداً للذات أعتبره يا أخي عرض ل المشكلة وفكر أنت في حلولها أما إذا كنت لا تريد أن تفكر ولا تريد أن تنصت إلى الحقيقة وبدئت تشعر أن تشاؤمي قد تغلب على تفأولك فما عليك سوى أن تبتعد عن مدونتي فلست مجبر على أن تقرأ لي كما أنني لست بمجبره على إتباع نهجك وفلسفتك في الحياة.

......................

المراجع

Abrams, A Glossary of Literary Terms. 8th ed. Thomson Wadsworth, 2005

The Columbia Electronic Encyclopedia, 6th ed. Copyright © 2007, Columbia University Press.

Aug 30, 2008

رمضان



باليُمْنِ أقبلَ خَطْوُهُ الزُّهُرُ     وتشْرئبُّ إليه الأشهُرُ الأُخَرُ
أعلامهُ شُهُبٌ بالحقِّ صادعةٌ     وطيبه في حنايا الأرض منتشرُ
في يوم مقدمه دوَّتْ مشاعرنا     الله أكبر هذا المرسمُ العطِرُ
وكبَّر الناسُ أعراباً وحاضرةً     وفي جوانحها الأشواقُ تستعرُ




اللهم بارك الله لنا في رمضان وأعنا على صيامه وقيامه


مبارك عليكم هذا الشهر "مقدماً"


الأبيات من قصيدة رمضان ل أحمد باعطب

Aug 29, 2008

على شاشتنا ديكٌ




على شاشتنا ديكٌ سادي سفاح يعشق الاستئثار بالسلطة داخل وخارج القن الخاص به يمشي بين الدجاجات مزهواٌ بطول ذيله (سرواله) الذي يبلغ طوله عشرات الأمتار ليل نهار يصيح في وجه دجاجاته "أنا من الجنس المختار وأحمل في يدي صك الغفران وعليكن الطاعة لا العصيان" هذا الديك السادي الرجعي الأفكار يطل علينا في شاشتنا الصغيرة يقتحم علينا منازلنا بموافقتنا, يستغل سذاجتنا فيفرض علينا سياسته الحمقاء بمباركة أناس فهموا الدين بالمقلوب حرفوا الآيات وفسروا الدين على أهوائهم حتى يتمكنوا من إشباع غرائزهم تحت مظلة الدين وتمجيدهم لهذا الديك ما هو إلا لأن سياسته تتماشى مع تعاليم شريعتهم الغراء ولو كان هذا الديك تركي الأصل وأسمه يحيى لأقاموا الدنيا عليه وعلى من يتابعه وعندها سيقلبوا الحارة إلى جهنم ليصبح بابها باب جهنم لا باب حارة.


مهلاً أنا لا أدافع عن المسلسل التركي سنوات الضياع ولن أهاجمه لأنني ببساطة لم أشاهده لكني شاهدت الديك ودجاجاته أقصد ما يسمى ب باب الحارة. وقبل أن تستعرضوا لي القيم الرائعة التي يدعوا إليها أقول لكم المشاهد العربي ساذج لا يفكر وقد تعود على أن يستقبل ويتبنى الأفكار التي تأتيه من السيد تلفزيون ومن ثم يبدأ بتطبيقها اليس هذا السبب الرئيسي لخوفكم عليه من الضياع في سنوات الضياع؟؟


إذن يحق لي أنا الأخرى أن أخشى على هذا المشاهد من أن يقوم بتقليد السيد ديك في تصرفاته وهذا ما دفعني اليوم لأن أعتلي منبر مدونتي وأتحدث عنه.


هذا المسلسل يقوم على ما يلي:


- استئثار الرجال بالقضايا السياسية كقضية تحرير البلد من المحتل وإبعاد المرأة عن مناقشة هذه القضايا وذلك بشغلها بتوافه الأمور كالطبخ والنفخ والثرثرة ودخولهن مع بعض في معارك تكاد لا تنتهي وقد يتسبب ذلك في إعطاء المشاهد صورة خاطئة عن المرأة بجعلها تبدو غير مهتمة بقضية تحرير الأرض من المحتل وهذا يتناقض مع القصص التي تُحكي عن نساء جهزن أنفسهن وأبنائهن وأزواجهن ل الدفاع عن الأرض وتغييبهن عن هذه القضية في هذا المسلسل بالتحديد يعد خطأ عظيم في حق من ساعد في تحرير الأرض ويكفي ما فعله المؤرخين بهن حينما تعمدوا إسقاط أسمائهن من التاريخ.


- المرأة في هذا المسلسل إما أن تكون ملاك مطيعة لزوجها بشكل عمياني أو شيطانة شريرة كشخصية فوزية التي تتحكم وتسيطر على زوجها. أعلم أن المسلسل يعكس طريقة تفكير المجتمع السوري في تلك الفترة الزمنية وينبغي على كاتب قصة المسلسل أن ينقل الصورة كما هي لكن كما ذكرت سابقاً قد يعجب المشاهد بهذه الصور ومن ثم يؤمن بها وهذا في حد ذاته كارثة عظيمة.


- تعزيز فكرة أن المرأة مخلوق أدنى مقارنة بالمخلوق المقدس (الرجل) فهي "حريمه" في نظره وكما تعلمون لازلنا في وقتنا الحالي نعاني من هكذا نظرة دونية ل المرأة أي أننا رعاكم الله لسنا في حاجة إلى المزيد يكفينا ما لدينا من مصائب.


- الاحتفال الكبير بقدوم مولود ذكر إلى العائلة ومشاركة أهل الحارة لفرح أبا حاتم بقدوم الحاتم المنتظر (ربي أرحمنا برحمتك)


- جعل مسألة الزواج بالنسبة ل البنت لغرض سترها وكأنها عار أو عيب ينبغي الخلاص منه.


أخيراً صحيح أن هذا النوع من المسلسلات يصور حياة أهل الشام في فترة الانتداب الفرنسي لكن كما ذكرت سابقاً المشاهد العربي لن يفهم ذلك أو بالأحرى سيتجاهل تلك الفترة الزمنية وسيركز على ما يحويه المسلسل من أفكار وسيؤدي ذلك إلى تسويق وتعزيز وتقوية الأفكار الرجعية المتخلفة التي تطالب بإقصاء المرأة وحصر وظيفتها في البيت وتفريخ الصيصان البشرية ومن ثم عزلها عن ممارسة دورها السياسي والاجتماعي فلا حاجة ل المجتمع لها لأنها "حريمه" ناقصة عقل و دين.


.............................


لمزيد من الضياع يرجى الضغط على هذه التحويلة

Aug 28, 2008

الوعي القومي بين الحركة الوطنية والحركة النسائية


هذه هي المقالة الثانية التي أنشرها ل الناقدة والكاتبة والروائية نوال السعداوي في مدونتي وسأوصل نشر مقالاتها هنا لكن لن يكون ذلك بشكل أسبوعي كما ذكرت في إحدى تدويناتي السابقة وإنما سأنشرها حسب ما تقتضيه الحاجة.


ما أسهل أن تكتب عن تحرير الفقراء دون أن تنصف الخادم الفقير في بيتك, وما أسهل أن تكتب "عن تحرير النساء" ثم تسلب زوجتك حقها, أو تسب خادمك (إذا لم يحفظ كلمته) وتقول له "أنت مرة" (يعني امرأة باللغة الفصحى) , وتمدح المرأة الشجاعة ذات الشهامة قائلاً "إنتي رجل" كأنما المرأة لا كلمة لها ولا شجاعة ولا شهامة.


هذا التناقض بين القول والعمل لا يخص الأفراد وليس سمة عصرنا الحديث فحسب, ولكنه يخص الدول والجماعات البشرية منذ نشوء النظام السياسي الاقتصادي الذي عرف في اللغة باسم النظام "الطبقي الأبوي". وتعكس اللغة أو الثقافة القيم السياسية والاقتصادية للطبقات الحاكمة في أي مجتمع.


يكفي أن نتابع الأخبار في العالم أو في بلادنا العربية والأفريقية لنشهد التناقض الصارخ بين ما تعلنه الدول (خاصة ذات القوة العسكرية النووية) من بيانات عن مكافحة الإرهاب والدعوة إلى السلام, وتطالعنا الأنباء كل يوم بصور المجازر البشرية في أفريقيا و الدول العربية, أقربها إلينا الاعتداء الإرهابي الإسرائيلي على شعب لبنان وفلسطين المحتلة خلال هذا الربيع الدامي من عام 1996م , والذي دعمته الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح العسكري , والفيتو في الأمم المتحدة , وتكنولوجيا الإعلام الحديث, الذي حول المذابح أو المجازر البشرية إلى عمل من أعمال السلام والحرية أو الديمقراطية.


هذا هو النظام العالمي الجديد أو السلام الإرهابي الذي أحرزته البشرية في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين , وهو النظام الطبقي الأبوي القديم الذي يتجلى في أوضح صوره الحديثة, ويؤكد لنا كل يوم أنه لا يعرف إلا القوة العسكرية, ولا يؤمن إلا بالربح الاقتصادي, تحت سيطرة الطبقة الأعلى المالكة للمال والسلاح في الدولة, والجنس الأسمى المالك للسلطة والفضيلة داخل العائلة.


أدى هذا النظام في التاريخ البشري إلى تناقضات خطيرة في القيم السياسية والأخلاقية على حد سواء, وتم الفصل التعسفي بين الرجال والنساء , وبين أصحاب الأملاك والأجراء. أصبح تاريخ الإنسانية هو ذلك الصراع اللانهائي لتحرير النساء والفقراء من عار الفقر, وعار المرأة , بعد أن أصبحت كلمة امرأة سبة وكلمة فلاح إهانة.


لم تكف في التاريخ ثورات النساء وثورات الأجراء أو الفقراء ضد جميع الأنظمة ابتداء من العبودية إلى الإقطاعيات الزراعية إلى الرأسماليات الصناعية إلى الاشتراكيات المزيفة إلى عصر تكنولوجيا القوى النووية والإعلامية الذي نعيشه اليوم.


كان يمكن للثورة العلمية أو التكنولوجية الحديثة أن تُستخدم في منافع عظيمة لشعوب الكرة الأرضية, وكان يمكن للطاقة النووية أن تحدث ثورة إنسانية تقضي على مآسي الجوع أو الفقر أو الأمراض, لكنها بدلاً من ذلك فقد استُخدمت لإنتاج القنابل وأسلحة الدمار الشامل, وتبددت البلايين في تنظيم مؤتمرات دولية تنفخ في الأبواق بكلمات خاوية عن السلام, أو البحث في السماء عن مذنب فضائي تاه عبر ملايين السنين الضوئية بين النجوم.


لم يقترن "العلم" أو السياسة أو الأخلاق بالضمير الإنساني أو مبادئ العدل أو الحرية والتعاون, بل اقترنت كلها بتراكم الربح والمال وتجميعها بالقوة المسلحة والتنافس.


ارتبطت القيم الأخلاقية بالقوة الاقتصادية والسياسية والإعلامية. وأصبحت القيمة العظيمة لأي دولة في امتلاكها السلاح النووي, والقيمة الكبرى لأي فرد يظهر على شاشة التلفيزيون, أو نرى صورته في الصحف كل يوم أو كل أسبوع.


أصبحت الناس تخاف القوة, خاصة الفلاسفة الذين يعيشون في راحة وأمان داخل أبراجهم العالية, فلم نسمع عن فيلسوف واحد في عصرنا استشهد من أجل الدفاع عن العدل أو الحرية , وفي العصر العبودي استشهد سقراط في اليونان القديم, واستشهدت الفيلسوفة المصرية "هيباثيا" في الإسكندرية القديمة منذ ألف وستمائة عام.


لم ينجب عصرنا مثل هؤلاء الفلاسفة أو المفكرين أو المثقفين من الرجال والنساء, من ذوي الشجاعة في قول الحق, وعدم الفصل بين القول والعمل.


رغم تراكم الثراء والمال والتكنولوجيا لم يحقق عصرنا العدل أو الحرية لأغلب سكان الأرض بل زادت الهوة بين الفقراء والأثرياء و زادت التفرقة بين الرجال والنساء.


وحين تشتد الأزمات أو المذابح يستيقظ ضمير الفلاسفة أو المثقفين فجأة, يمسكون أقلامهم يسودون الصفحات البيضاء من الورق, يستنكرون الاعتداء أو الإرهاب, يوجهون الإدانات إلى "الضحية" أو الشرائح الأضعف سياسياً من الطبقات الأقل أو الجنس الأدنى من النساء, يتفادون الإشارة إلى الرؤوس الكبيرة من رجال السياسة أو الحكم.


ونقرأ في الصحف أو الكتب النظريات الحديثة عن فساد عالمنا المعاصر بسبب غياب الأخلاق أو القيم والتقاليد, أو بسبب خروج النساء إلى العمل أو انخراطهن في حركات نسائية أو بسبب تزايد عدد الفقراء أو العاطلين وانخراطهم في حركات إرهابية تهدد الأمن العام.


هكذا تضيع الحقائق في خضم الكلام أو الكتابة أو الإعلام السائد, ينتشر الوعي الزائف بين النساء والرجال, ينتشر الوعي الزائف بين النساء والرجال, تنقلب الحركات التحريرية المدافعة عن حقوق الفقراء أو حقوق النساء إلى حركات عنصرية انفصالية تزرع الكراهية أو الحقد بين الجنسين أو بين الطبقات.


في بداية هذا القرن أو نهاية هذا القرن الماضي دُمغت حركات تحرير العمال في بلادنا بأنها حركات مشبوهة مستوردة من الغرب يسيطر عليها الأجانب أو الشيوعيون الملاحدة, هدفهم الأساسي ضرب الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. وبالمثل أيضاً أدينت الحركات النسائية بأنها مستوردة من الغرب تُعلن الحرب على الرجال والأسرة أو الأخلاق والتقاليد, وتؤدي إلى فصل نضال الرجال عن نضال النساء داخل الحركة الوطنية.


خلال القرن العشرين اكتسبت حركات العمال أو العاملين في مجالات الصناعة والزراعة قوة سياسية جديدة بعد انتشار الأفكار الاشتراكية وتقوية اتحادات العمال والنقابات ولم يعد الدفاع عن الفقراء يعني الإلحاد الشيوعي, ولم يعد الحديث عن القهر الطبقي كفراً بالله وخيانة الوطن, لكن المشكلة الطبقية ظلت منفصلة عن المشكلة الأبوية , وظل الوعي الوطني العام منفصلاً عن الوعي النسائي.


لم يكن تنظيم النساء سهلاً أو ميسوراً لأن أغلب النساء معزولات داخل الحياة الخاصة أو الأسرة الصغيرة لا يسهل تجميعهن مثل الرجال داخل المؤسسات العامة مثل النقابات أو الاتحادات أو البرلمانات أو الأحزاب السياسية. وقد نشأت هذه المؤسسات في بلادنا والمرأة محرومة من حقوقها السياسية , ولهذا أصبحت الأغلبية فيها للرجال , وسيطرت عليها قلة من الطبقة الوسطى الساعية إلى الحكم أو الإرتباط بالطبقة العليا, يملكون الكتابة والتاريخ للحركة الوطنية- بل للحركة النسائية أيضاً.


في مصر مثلاً يكتب هؤلاء المؤرخون عن قاسم أمين كأنما هو المحرر الأول والأخير للنساء, ويندثر الدور الذي قامت به المرأة قبل قاسم أمين أو الكتابات التي قدمتها النساء عبر مراحل التاريخ حتى يومنا هذا.


هل تذكرون زينب فواز الروائية التي تحدثت عنها في تدوينه سابقة لي وقد ذكرت أنها أول من أسس الرواية العربية في الأدب العربي , بعض النقاد يرجحون أنها سبقت قاسم أمين في دعوتها إلى تحرير وإصلاح أوضاع المرأة العربية ولا أشك في ذلك لأن الذي أسقط أسمها يعشق تزييف الحقائق لأجل أن يقصي المرأة ويزيد من تهميشها.


يرتبط التاريخ بالسلطة الحاكمة لا شك, حكومة ومعارضة, ويأتي التاريخ كمحصلة للصراع الحزبي حول السلطة والنفوذ. وكانت المرأة ولازالت خارج هذا الصراع, بسبب ضعف حركتها السياسية وعدم قدرتها على التنظيم, أو مقاومة الوعي الزائف السائد في أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم.


يرتكز الوعي الزائف على إخفاء التناقض بين القول والعمل, على تجزئة المعرفة والفصل بين القضايا العامة والقضايا الخاصة أو بين السياسة والدولة والأسرة والأخلاق أو بين القضية القومية أو الوطنية وبين القضية النسائية.


ويُخفِى الوعي الزائف الأسباب الحقيقية للمذابح والمجازر التي تحدث في بلادنا العربية والأفريقية. يحدث الفصل بين القوة والمسئولية. تقع المسئولية على الأضعف وتعاقب الضحية مثل الأفارقة الفقراء أو العرب الكسالى الخاملين أو النساء المتخلفات ناقصات العقول والدين أو الشباب العاطلين بلا وازع ولا ضمير.


إذا أردنا أن نعالج ها الخراب السياسي والاقتصادي والثقافي والأخلاقي فلابد من علاج هذا الوعي الزائف عن طريق الربط الدائم بين السياسة والاقتصاد والثقافة والأخلاق والدولة والأسرة والخاص والعام والقضية النسائية والوطنية والقومية. هذا الربط ضرورة لعلاج تجزئة المعرفة, ولتشخيص الأزمات تشخيصاً صحيحاً, وبالتالي علاجها على النحو الصحيح.


لقد أصبحنا نحن النساء أو الفقراء أو الأفارقة أو العرب , أول الضحايا لهذا النظام الأبوي الجديد, الذي يحمل اسم النظام العالمي الجديد. ويسقط كل يوم مئات القتلى أغلبهم نساء وفقراء وأطفال وشباب. لقد أصبحنا ضحايا البطش العالمي والمحلي تحت اسم التعاون أو الترابط الدولي أو ما يسمى أحياناً "الكونية" نسبة إلى كون واحد أو عالم واحد تسقط فيه الحدود بين البلاد وتتم الوحدة بين البشر.


إلا أن هؤلاء البشر ليسوا إلا القلة الحاكمة دولياً ومحلياً. المالكة للمال والسلاح الساعية إلى تفريق الشعوب المحكومة في بلادنا الإفريقية والعربية, وإقامة الحدود بينهم, وتفتيت قواهم تحت اسم الاختلاف أو التعددية وتباين الأديان أو القوميات أو الجنسيات...الخ


وتستخدم كلمة مثل "الديمقراطية" كسلاح ذو حدين, أو الكيل بمكيالين, حرية إسقاط الحدود تحت اسم الكونية وحرية إقامة الحدود تحت اسم التعددية والاختلاف.


هكذا يتخبط المثقفون في بلادنا بين هذه الكلمات الحديثة الرنانة, في هذا العصر الذي يسمونه عصر ما بعد الحداثة, أو عصر ما بعد الاستعمار أو عصر ما بعد التحكم الاقتصادي إلى عصر حرية السوق, وحرية النساء والفقراء وسكان "العالم الثالث".


يقود هذا العصر مفكرون من جامعات أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية , أكاديميون داخل غرفهم المغلقة يدبجون الكلمات والاصطلاحات الجديدة, يتقاتلون بالحروف واللغة, ويقولون إن ساحة القتال في عصر ما بعد الحداثة هي الساحة اللغوية أو الثقافية وليس الساحة الاقتصادية. لقد أصبحنا في عصر ما بعد الاقتصاد. أصبحنا في عصر اللغة او الثقافة.


هكذا يتم الفصل مرة أخرى بين اللغة والثقافة وبين الاقتصاد والسياسة. يقود هذا الاتجاه الفكري الجديد رجال ونساء من الطبقة الرأسمالية الحديثة يرفلون في نعيمها الاقتصادي لكنهم ينسون أو يتناسون هذه الحقيقة حين يمسكون أقلامهم ويكتبون نظرياتهم الجديدة عن عصر ما بعد الحداثة أو عصر اللغة والثقافة.


وقد أصبح مصيرنا يتوقف على مقاومة الوعي الزائف الذي تسوقه إلينا هذه الطبقة العالمية والمحلية الحديثة, والذي يحمل أغلبهم ألقاباً أكاديمية ضخمة من نوع "مفكر أو فيلسوف" علينا ألا ننخدع بهذه الفلسفة اللغوية الثقافية المنفصلة عن الاقتصاد والسياسة والتاريخ. فاللغة اجتماعية سياسية اقتصادية, وليست شيئاً علوياً معلقاً في السماء أو هابطاً من أعلى.


إلا أن هؤلاء الفلاسفة والمفكرون يضعون "اللغة" في مكان علوي يشبه مكانة الدين. وهناك من يؤمن أن الخالق الأعظم هو الذي خلق اللغة وهو الذي يغيرها وفق مشيئته وليس لأسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية تحدث في حياة الرجال والنساء فوق الأرض.


ويحاول هؤلاء المفكرون تطوير اللغة بمعزل عن تطوير الاقتصاد والسياسة , مع أن اللغة أو الثقافة ليست إلا انعكاساً للقيم الاقتصادية والاجتماعية السائدة.


خلال هذا القرن ومنذ تزايد القوة السياسية والاقتصادية أو الحزبية لطبقة العمال والفلاحين ولم تعد كلمة "عامل" أو "فلاح" إهانة كما كانت. لكن كلمة امرأة (مره بالعامية) لا تزال إهانة ونوع من السباب.


يرجع ذلك إلى ضعف القوة السياسية والاقتصادية للنساء في بلادنا, فالمرأة هي أضعف شرائح المجتمع سياسياً واقتصادياً , وهي اول من يموت في الحرب مع أطفالها, وهي أول من يُتهم ويُدان في الأزمات السياسية والأخلاقية أو تصاعد النعرات الدينية.


ذلك أن الفلسفة السائدة رغم تطورها عبر القرون لا تزال في جوهرها فلسفة طبقية أبوية , ويحكم العالم دولياً ومحلياً طبقة صغيرة من الرجال يملكون المال والسلاح والدين والدنيا. ويصبح التحدي الملقى على الحركة النسائية في بلادنا أن تسعى نحو القوة السياسية والاقتصادية والثقافية في جميع المجالات العامة والخاصة داخل الأسرة الصغيرة والمجتمع الكبير سواء بسواء.

Aug 25, 2008

My Madness

Sorry guys I can't be serious all the time especially after watching a hilarious Japanese drama. This girl needs to have some space to talk about her addiction to Asian drama/music thus this entry is gonna be about Asians, my love, my madness.

Let me start with the hilarious drama Brother Beat. Hey Magic watch this special it's not translated but don't worry you'll get the main idea.

You know how much I love their mom (talking about the drama) especially when she kicks Hayami or when she says Wakarimashta :D she's really amazing I wish that my mom can act like her wanna have a crazy mom like her.

Anyways I remember that you asked me for some recommendations, ummmm I can't recommend you a drama because now I'm not in the mood to watch something out of 10 or 12 episodes but I can recommend you some movies if you want.

I'm not sure if you watched Lee Jun Ki's movie the one that was about his relationship with his parents so if you have not watched it you'd better go and watch it. It's called What should I do? Also there's another Korean movie which you can watch it's called My Friend Tutor part 2


Here's a summary: a Japanese-Korean girl Junko (Lee Cheong Ah) travels to Seoul as an exchange student in hopes of seeing a Korean student whom she had fallen in love with in Japan. When she arrives at her new university, she finds out that her love-to-be is in the army. On top of that, the guesthouse she's staying at is full of rowdy young guys, including the owner's grating son Jong Man (Park Ki Woong) who also happens to be her Korean tutor. This disagreeable tutor, however, is a lot more interested in teaching her inappropriate words than conjugation.

*****

Let's move to music. Here's a song by Yuna Ito and by the way she's half Japanese. Now I want you to watch this song and then tell me who's the guitar guy? The one with the long hair I'm sure you'll recognize him Oy don't try to steal him from me he's mine & mine forever!!!

.....

And here's my favorite song Be the One by Boa I guess that in this song her inner voice speaks to her I'm not sure about that but I'm sure that the one wearing black represents the Yin and the one wearing white represents the Yang & the two should be united together.

That's all I got for today. Gommai for not posting pictures for your guy Kimura it's hard to find good pictures for Abo Koshaa & don't forget to say hi to him :p

Aug 22, 2008

ثرثرة حول الحداثة

حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية عنوان كتاب اقتنيته منذ فترة طويلة و في كل مرة كنت أُؤجل قراءته ليس لعدم اقتناعي به أو بمؤلفه وإنما فقط لأني مزاجية بعض الشيء وهذه المزاجية تحكم قراءاتي وهي ليست بالمزاجية السلبية التي تكون عادة موجهه نحو الأخريين وإنما مزاجية مُوجِههَ لذاتي وهي أشبه بالاستعداد أو التهيوء النفسي لأمرٍ ما فمرات تكون مزاجيتي مغرمه بالفلسفة مما يعني أنه يتوجب علي أن أتجه إلى قراءة الكتب الفلسفية ومرات تكون مزاجيتي مصابه بحمى شعرية شديدة أطفئها بقراءة دواوين لشعراء أحبهم وهكذا هي حالي مع مزاجيتي المتسلطة علي. وكنت أنتظر رفع الحظر والإذن لي بقرأة الكتاب حتى تم ذلك, أمسكت به واتجهت نحو غرفتي أغلقت باب الغرفة حتى لا تُقطع علي خلوتي وهممت بالقراءة وما هي إلا بضع دقائق فقط...حتى بدئت أسمع طرقات على باب غرفتي "ليلى وعبير هنا أذهبي ل مقابلتهن" لاااااا زيارة مفاجأة ومتى؟ في هذا الوقت بالتحديد يبدو أنني مجبره على ترك هذا الكتاب.

ذهبت ل لقائهن وتحدثنا حول أمور عدة وقد حرصت على أن لا أبدي رأيي في القضايا والأمور التي أعرف مسبقاً أنهن معارضات لها لا لشيء سوى خشية اصدر فتوى شرعية في حقي. وظل الحديث هكذا حتى بدئت إحداهن تتحدث عن الدكتور عبدالله الغذامي وكيف أن أفكاره هدامة...الخ. سألتها إن كانت قد قرأت له من قبل فأجابت بالنفي!!! قلت لها سبحان الله وكيف حكمتي عليه وعلى أفكاره بأنها سيئة؟!! أجابتني بأنها استمعت ل أشرطة صوتية لفلان الفلاني يتحدث عنه وفلان الفلاني يحذر منه وفلان فلاني آخر يصفه بأنه حاخام!!! استمعت لكل هؤلاء ولم تستمع ل الشخص المتهم وتود مني أن أقتنع بحديث فلان الفلاني الذي لا يفقه شيئاً في تخصص النقد والأدب. أخبرتها بأنني لم أقراء ل الدكتور الغذامي من قبل ولا أستطيع أن أحكم عليه إلا بعد أن أنهي قراءة كتابه حكاية الحداثة. رفعت ليلى سبابة يدها اليمنى ورددت بأعلى صوتها "الحداثة...الحداثة...الحداثة " و عبير تنظر إلي و تستغفر وكأني قد نطقت كفراً قلت "لا إله إلا الله.. نعم الحداثة وما بها؟!!! صحيح أنني لم أقراء الكتاب ولا يحق لي الحديث حوله إلا بعد قرائته لكني على معرفة و دراية بالحداثة بحكم تخصصي وأعرف روادها في الأدب الإنجليزي وقد قراءت العديد من الأعمال الحداثية ولم أشعر ولو ل لحظة أنها خطر على القيم أو أنها حركة يهودية كما يقول فلان الفلاني" ظلت ليلى تحاول إقناعي بأن لا أقراء الكتاب و وعدتني بأنها سترسل لي أشرطة فلان و فلان حتى أقتنع بخطر الغذامي أخبرتها أنه لا حاجة لذالك ولا حاجة لأن تكلف نفسها هذا العناء لأنني لا أقبل الاستماع ل أشخاص ليست لهم دراسات وأبحاث في هذا المجال (النقد الأدبي ) , فاستنجدت ليلى بعبير لتساعدها في منعي من ارتكاب هذه الخطيئة , خطيئة القراءة ل الغذامي و أعادت عبير ما قالته ليلى والمصيبة الكبرى أن عبير هذه تخصصها أدب إنجليزي أي أنها درست أعمال ماثيو آرنولد وإليوت ودرست تاريخ الحداثة لكنها اليوم نسيت ما تعلمته بالأمس وأصبحت تردد ما يقوله فلان وفلان وأصبح الغذامي وغيره من الكتاب من المغضوب عليهم وأنا وغيري من القراء من حزب الضالين. وأقسم أنني أثناء حديثهم معي كدت أن أجن فآخر شيء كنت أتوقعه أن يأتيني أحدهم ويقول لي أن الحداثة أصلها يهودية أو أنها خطر على المجتمع وقيمه والحمد لله أن نقاشهن معي انتهى لأنهن فقدن الأمل في تغيير طريقة تفكيري لكنهن ختمن الجلسة (جلسة الزيارة التي تحولت إلى جلسة لمحاكمتي) بإصدار حكم شرعي على المتهمة أنا بأنني قريباً سأغير ديانتي وأضع الصليب على عنقي.

عدت إلى غرفتي و ارتميت على سريري استرجعت شريط الجلسة وجلست أفكر كثيراً في ردة فعلهن وتذكرت مقولة الروائي الأمريكي هرمان ميلفل Ignorance is the parent of fear ما يقوله ميلفل يفسر ما حدث فجهلهم هو مصدر خوفهم وارتعادهم من كل ما هو جديد عليهم لكن..لحظة...هذا ينطبق على ليلى بحكم ثقافتها التي تقتصر على مجال تخصصها العلمي ماذا عن عبير لما تصرفت هكذا؟!! لما أرتعدت حينما نطقت كلمة الحداثة؟!! فهي على دراية وعلم برواد الحداثة على الأقل في الأدب الإنجليزي. ولأني لم أجد الإجابة على تسأولاتي أمسكت الكتاب وحدثته قائلة "لعلك تجيب على تسأولاتي وتعينني على فهم من حولي وإن لم أجد ذلك لديك فلن أخسر شيء لأنني سأتعرف على الحداثة المحلية فمعرفتي بالأدب المحلي والعربي بسيطة جداً ومحاولاتي في التعرف عليه هي أشبه بمحاولات طفل صغير بدء يستكشف أصابع يديه وفمه"

أنهيت قراءة الكتاب وقد كان رائعاً جداً فمؤلفه حرص على تتبع التغيرات السياسية والاجتماعية وربطها بالحركة الأدبية وهذه هي الطريقة الصحيحة والسليمة في دراسة الأدب وهي بمثابة الجذور الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها كما أن الكتاب أمتاز بلغته السهلة البعيدة عن لغة البحوث الأكاديمية الصعبة التي قد لا يفهمها القارئ العادي وهذا يدل على أن المؤلف حرص على استخدام هذه اللغة حتى يستفيد من الكتاب عدد كبير من القراء أي أن ل الكتاب أهداف تثقيفية غير أن الكتاب يفتقر إلى المصطلحات النقدية الإنجليزية فالمؤلف اكتفى بأستخدم مصطلحات نقدية عُرِبت إلى العربية وقد واجهت صعوبة في معرفة مرادفها بالإنجليزية وكنت أتمنى أن يضع الكاتب في هامش الصفحة المصطلح بالعربية ومرادفه بالإنجليزية صحيح أنها غير مهمة لجميع القراء لكنها مهمة بالنسبة لي ولمن يهتم بمجال النقد.

وبما أن الكتاب قد أعجبني كثيراً فمؤكد أن تجربة قراءته كانت بالنسبة لي ممتعة جداً جداً وقد تعلمت أشياء كثيرة عن المجتمع السعودي وأولها عن المنطقة التي كنت أعتقد أنها أكثر المناطق انفتاحا في المملكة وقد أتضح لي أنها مثلها مثل بقية المناطق يقودها ويحكمها النسق وترفض كل ما يعارض هذا النسق ك رفضها لإحتضان الأديب السعودي حمزة شحاتة الذي كان من الممكن أن يحدث تأثيراً كبيراً في الفكر والأدب السعودي لكنه رُفِض لا بل قُتِل معنوياً لأن أفكاره الجديدة لا تتماشى مع المجتمع الساكن الذي يرفض المتحرك ويؤمن بأن الطريقة المثلى لإيقاف التفكير هي باللجوء إلى التكفير.

و ردة الفعل العنيفة التي نتجت لنشر الغذامي كتابه الخطيئة والتفكير من البنيوية إلى التشريحية - كما تحدث عنها الغذامي في كتابه حكاية الحداثة - تدل على أن النسق لازال يمارس سيطرته على المجتمع و لازال يتحدث بلغة تفتقر إلى الحوار لأنه لغته بنيت على الرأي الواحد لا على التعددية لذا يتم رفض الآخر المخالف ل المجتمع وهذا موجود حتى لدى بعض الأكاديميين فمثلاً صراع الغذامي مع بعض الأساتذة داخل قسم اللغة العربية والحركات الصبيانية التي قاموا بها ذكرتني بصراعاتنا داخل قسم اللغة الإنجليزية الذي يضم تخصص اللغويات وتخصص الأدب الإنجليزي وقد وصف أحد الأساتذة هذه الصراعات وصفاً دقيقاً لا يصف فقط الوضع في هذا القسم بل حتى يعكس صورة واقعية لحال الأمة , يقول هذا الأستاذ "نحن (يقصد بها أساتذة وطلاب الأدب) في نظر القسم ,قسم اللغة الإنجليزية, وفي نظر الجامعة شيعة وقسم اللغويات هم السنة" فدراسة الأدب الإنجليزي لازالت تعتبر من المحرمات والنقد الأدبي من الكبائر ونظرياته يهودية ومن يطبقها يصبح حاخام وهذا يفسر سبب رفض أحد الأشخاص ل النظريات الأدبية واعتماده على مقولته الشهيرة "البعره تدل على البعير" في تحليل ودراسة النص الأدبي وهذا كله نتاج لسيطرة النسق وتأثيره على طريقة تفكير المجتمع والذي كان أثره واضحاً على ليلى وعبير ورأيهم في الغذامي وكل من يقرأ له.

Aug 18, 2008

لا تقترب أكثر


لا تقترب أكثر

لستُ كمِثلِ بقية النساء فحذر

هادئة كأنسام ليلة صيف

ثائرة عاصفة كرياح ليلة ثلجية

....

لا تقترب أكثر

أسكُنُ العتمة

ويسكُنُني القنديلآ

التحِفُ الخضوع والسكون

ويلتحفني التمرد والجنون

....

لا تقترب أكثر

بين التناقض والتضاد أقبع

صيفي قارس

وشتائي ساخن

ربيعي باهت

وخريفي مزهر
....

لا تقترب أكثر

بقصرك الرخامي لا أطمع

قيدك الذهبي لا أقبل

وبطوق الحب لا أخضع

....

لا تقترب أكثر

أنا امرأة

لستُ كمِثلِ بقية النساء

وأنت بها تجهل

كن بعيداً فهذا لك أفضل.

Aug 12, 2008

حقائق مهمشة

المرأة هي محور حديثي في هذه المدونة والحقائق التي توصلت إليها اليوم لا تهم المرأة العربية فقط بل هي أيضاً مهمة ل الرجل العربي سواء كان مع أو ضد حركة تحرير المرأة. اكتشافي لهذه الحقائق المهمشة كان نتيجة ل إطلاعي على كتابات لبعض الباحثات العربيات وقد سررت جداً بهذه الحقائق لكن سرعان ما تبدلت مشاعري من فرح وسرور إلى حزن وشعور بغصة مريرة. أنا حزينة لأن اكتشاف هذه الحقائق يدل على أننا أمة لا تعرف ذاتها فنحن لازلنا نجهل الكثير عن أنفسنا, نجهل تاريخنا وأدبنا ولا نكلف أنفسنا محاولة الكشف عن ذواتنا الضائعة فالبعض منا لا يزال يعتمد على المعلومات القديمة والمغلوطة التي تعج بها مناهجنا الدراسية والبعض الآخر منا مهتم بما يكتبه الأدباء والمفكرون الغرب وكلانا تجاهل محاولة الكشف عن ذاتنا.

الحقائق التي استعرضتها الدكتورة غادة هاشم تلحمي في كتابهاThe Mobilization of Muslim Women in Egypt والأبحاث التي قامت بها الدكتورة بثينة شعبان ساهمت في الكشف عن جزء بسيط من صورتنا المغيبة وتحديداً صورة المرأة العربية وكفاحها المهمش. فمثلاً قضية تحرير المرأة ومطالبة النساء العربيات بحقوقهن لم يكن نتيجة لمحاكاتهن حركة تحرير المرأة التي بدئت في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر فالمرأة العربية قد سبقت الأوروبيات في ذلك بسنوات عدة وقد استشهدت الدكتورة غادة تلحمي بأقوال ل المؤرخ الجبرتي الذي تتبع نضال المرأة المصرية أبان الحملة الفرنسية على مصر أي أن المرأة العربية قد بدئت نضالها في أوائل القرن التاسع عشر فكانت المرأة المصرية تحارب ضد جبهتين جبهة الفرنسي المحتل وجبهة الرجل المصري الذي حرمها من حقوقها. وقد أكملت الدكتورة بثينة شعبان ما قامت به الدكتورة غادة وذلك بتتبعها هي الأخرى لحركة تحرير المرأة العربية. تقول الدكتورة بثينة شعبان في إحدى لقائتها أنه "ليس صحيحاً أن تحرر المرأة بدأ في الغرب في الستينات والسبعينات من القرن الماضي فقد أجريتُ بحثاً عن الصحافة النسائية العربية منذ القرن التاسع عشر والقرن العشرين ووجدتُ أن النساء العربيات كان لهنّ مساهمةٌ بالغة في جهود تحرر المرأة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تخيلوا أنه قبل بداية الحرب العالمية الأولى في القرن العشرين أصدرت النساء العربيات في العالم العربي خمساً وعشرين مجلةً تعنى بتحرير المرأة. هذه المجلات تمتلكها النساء، تحررها النساء وتوزعها النساء وكان الرجل دائماً إلى جانب المرأة فكلُّ من عملنّ في مجال تحرير المرأة من نظيرة زين الدين إلى هدى شعراوي إلى كل نسائنا كنّ لهنّ أبٌ أو أخٌ أو زوجٌ أو صديقٌ يدعم هذا التوجّه. إذاً إن ما قامت به المرأة من عمل تحرري هو لا شكّ عملٌ ساهم به الرجل إلى حدٍّ كبير ولدينا في أدبنا العربي رواياتٍ ومقالاتٍ وكتبٍ هائلة كتبتها النساء العربيات عن مواضيعٍ شتى حتى عن العلاقة بين الشرق والغرب والتحاور بين الشرق والغرب ففي عام 1892 – أي قبل نهاية القرن التاسع عشر- ذهبت فتاة سورية تجوب الجامعات الأمريكية وتلبس الفستان السوري وتدعو الغرب إلى تحرير نسائه لأن المرأة العربية وجدت نفسها في ذلك الوقت في موقعٍ متقدم بالنسبة لحقوقها. وقبل نهاية القرن التاسع عشر كتبت زينب فواز العاملية رسالةً إلى النساء الأمريكيات اللواتي يعنين بتحرير المرأة واللواتي أصدرنّ قراراً في ذلك الوقت في مؤتمر لهنّ أن عمل المرأة يقتصر على البيت والأطفال فكتبت زينب فوازالعاملية من جبل عامل من جبل لبنان إلى الولايات المتحدة تقول للنساء الأمريكيات أنه يجب أن لا تظلموا المرأة فالمرأة لها دورٌ سياسي ودورٌ اجتماعي ودورٌ علمي ويجب أن لا يقتصر دور المرأة على البيت والمنزل وتربية الأطفال."

هذه المرأة زينب فواز التي خاطبت النساء الأمريكيات هي أول من أسس الرواية العربية لا محمد حسين هيكل وهذا ما كشفته الدكتورة بثينة شعبان في كتابها مائة عام من الرواية النسائية العربية فهيكل كتب روايته زينب في عام 1914م بينما كتبت الروائية اللبنانية زينب فواز روايتها حسن العواقب عام 1899م أي أن 14 عام تفصل ما بين الروايتين وجهل النقاد بهذه الحقيقة يدل على قصور في النقد الأدبي لديهم وتجاهل نضال المرأة العربية وكتاباتها وتغييب هذه الحقائق يدل على رغبة المجتمع العربي في المضي قدماً في تهميشهم ل المرأة.

Aug 9, 2008

مقتطفات نزارية

من يوميات إمرأة لا مبالية

*****..

ثُوري ! . أحبّكِ أن تثُوري ..

ثُوري على شرق السبايا . والتكايا .. والبخُورِ

ثُوري على التاريخ ، وانتصري على الوهم الكبيرِ

لا ترهبي أحداً . فإن الشمس مقبرةُ النسورِ

ثُوري على شرقٍ يراكِ وليمةً فوقَ السريرِ ..

*****.....

يعود أخي من الماخور عند الفجر سكرانا

يعود كأنّه السلطان، من سـمّاه سلطانا

و يبقى في عيون الأهل أجملنا و أغـلانا

و يبقى في ثياب العهر .. أطهرنا و أنقانا

يعود أخي من الماخور مثل الدّيك نشوانا

فسبحان الذي سوّاه من ضوءٍ و من فحمٍ رخيصٍ نحن سوّانا

وسـبحان الذي يمحـو خطـاياه ولا يمحـو خطـايانا

*****...

المسلخ

ليسَ سوى مَسْلَخٍ للنساءْ

هنا الديكُ يحكُمُ وَحدَهْ.

كما الثورُ يحكُمُ وحدَهْ.

كما القِردُ يحكُمُ وحدَه.

كما الحاكمُ الفَرْدُ في العالم العربيِّ

يُغنِّي... ويَسْمَعُ وحْدَهْ.

فلا من حوارٍ..

ولا من سؤالٍ..

ولا من جوابْ..

.....مُعْتَقَلٌ عَسْكَريٌّ

وكَسْرُ عظامٍ

وفيه سِياطٌ..

وجَلْدٌ..

وفيه اغتصابْ...

..هُنا ..

مَصْنَعٌ جاهليٌّ قديمٌ

وتجليدِ شدو الحَمَامْ..

يتطاير ريشُ الدّجّاجْ

وتَلْمعُ، فوق الفِراشِ

عيونُ الذئابْ..

هنا الجِنْسُ..

أشْبَهُ في حَفَلاتِ (الكوريدَا)

فتُطعَنُ فيه النُهُودُ..

وتُسْفَكُ فيه الدماءْ.

هُنا.. يذبحونَ المَهَا..

وعُيُونَ المَهَا..

ولا يَسْمَحُونَ لها بالبكاءْ..

*****...

ثقافتنا

فقاقيع من الصابون والوحل

فمازالت بداخلنا

"رواسب من " أبي جهل

ومازلنا

نعيش بمنطق المفتاح والقفل

نلف نساءنا بالقطن

ندفنهن في الرمل

ونملكهن كالسجاد

كالأبقار في الحقل

ونهذا من قوارير

بلا دين ولا عقل

ونرجع أخر الليل

نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

نمارسه خلال دقائق خمسه

بلا شوق ... ولا ذوق

ولا ميل

نمارسه .. كالات

تؤدي الفعل للفعل

ونرقد بعدها موتى

ونتركهن وسط النار

وسط الطين والوحل

قتيلات بلا قتل

بنصف الدرب نتركهن

يا لفظاظة الخيل

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وقلنا : الله قد شرع

ليالينا موزعه

على زوجاتنا الأربع

هنا شفه

هنا ساق

هنا ظفر

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع

تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله

بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته

ولم نذكر

سوى المضجع

ولم نأخذ سوى

زوجاتنا الأربع

Aug 4, 2008

تحدي



لأني رفضت الدروب القصيرة

وأعلنت رغم الجميع التحدّي

وأنّي سأمضي

لأعماق بحر بدون قرار

لعلني يوماً

أحطّم عاجية الشهريار

أحرّر من قبضتيه الجواري

لعلّي يا موطني رغم قهرك

أعود بلؤلؤة من بحاري

...

لأنّي صرخت أريد الحياة

لأنّي وقفت أمام الغزاة

قراصنة البحر ثارت عليّ

تحاصر كل سبيل إليّ

تمزق كلّ شراع لدي

...

لأنّي جهلت دروب النفاق

وأهملت عند إبتداء الطريق

سبيل التجارة بإسم القيم

وكنت أناشد أعلى القمم

يحاصرني كلّ يوم قزم

لأغدو شراعاً بدون هويّة

...

لأنّ الكواليس تغتال صوتي

وأنّي أنادي بدون صدى

لأنّي...

ولكنني رغم كلّ إغترابي

سأبقى على مهرة من عذابي

وأزرع في العمر ضوء الشباب

وعند بداية كلّ إحتراق

أموت أنا ويظلّ الحريق


أحلام مستغانمي

The End of the Peace Process: Oslo and After

In this book Edward Said, the Palestinian-American thinker, criticizes both the Israeli government & the Palestinian government and at the same time he tries to put solutions for the Israeli-Palestinian conflict.

This book introduced me to ideas and facts I had never encountered before especially the facts about the Israelis. And what's more interesting about this book is that it doesn't focus only on politics but also tries to combine it with literature (the field I'm in love with) In short this book really deserves reading it & you guys should add it to your reading list or you'll miss a lot.