Sep 27, 2008

أوباما وماكين ومناظرة الليلة الماضية


حسناً لست مع السيناتور أوباما الذي يؤيده معظم العرب ولا حتى مع السيناتور ماكين الذي يخشونه لأن كلاهما ,من وجهة نظري الشخصية , في الجوهر سواء فكلاهما اتفقا على مواصلة الحرب لا إيقافها لكنهم اختلفوا في كيفية ذلك. فماكين يؤمن بتكثيف الجهود العسكرية في العراق ومواصلة ما قام به الجمهوريون هناك و أوباما يرى أنه من الأفضل دعم القوات الأمريكية في أفغانستان والتركيز على القاعدة في أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية الأفغانية. وصحيح أنه يتوجب على أوباما أن يدعم هذا الإتجاه - مواصلة الحرب الأمريكية على ما يسمى بالإرهاب - لأنه إن لم يفعل ذلك سيتهم بعدم حرصه على أمن أمريكا ومؤكد أنه عندها لن ينتخب لرئاسة أمريكا لكن حجة القضاء على الإرهاب أو ما أحب أن أسميه بإسمه الصحيح مصلحة أمريكا فوق الجميع لا تبرر لدولة كأمريكا التدخل في شؤون الدول الأخرى واحتلال أراضيها ونهب ثروات الشعوب الأخرى وإباحة سفك دماء الآخرين لأجل الحفاظ على أمنهم واستقرارهم الذي لن يتم باستعراض القوة العسكرية وإنما بالسلام واحترام وفهم الأمم الأخرى.


لن أطيل الحديث حول هذه النقطة فما أود الحديث عنه هو المناظرة التي دارت بين أوباما وماكين والتي لم أتمكن من مشاهدتها إلا بعد مرور نصف ساعة من بدئها :(


المناظرة كامله


[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=F-nNIEduEOw]


ملاحظاتي حولها هي كالتالي:


- ماكين لا يختلف كثيراً عن باقي الساسة فجميعهم يعتلون المنصة ويمارسون بيع الكلام وقد كان واضحاً ذلك من وعوده التي تفتقر لخطط عملية تخرجها من إطارها النظري البحت.


- حرص ماكين على الحديث عن خبراته السابقة وزياراته الخارجية وهذا مهم جداً لكنه غير كافي في ظل إفتقاره لخطط إستراتيجية كتلك التي عرضها منافسه أوباما.


- أوباما كان مذهل جداً ليس فقط في عرضه ل الخطط التي ينوي تطبيقها وإنما حتى في الكم الهائل من المعلومات التي يلم بها.


- إلتزام أوباما بالمنهج العلمي في تحديده للمشكلة وطرق حلها وحرصه على إلتزام الموضوعية في نقده وذلك بنقده أفكار منافسه لا شخصه.


- هنالك جانب عملي قام به أوباما ليؤكد على أن ما يقوله ليس مجرد نظريات يبشر بها وذلك بنظره لمنافسه ماكين أي انه قادر على التحاور مع الطرف الآخر على عكس ماكين الذي كان يرفض أن ينظر إلى أوباما مما يعني أنه غير قادر مستقبلاً على الحوار مع الأطراف الأخرى التي تعارض سياسة أمريكا.


- ماكين لم يهتم سوى بفوزه على أوباما حتى لو كان ذلك بطرق دنيئة فعند عجزه عن نقد أفكار أوباما نجده يلجئ إلى الإنتقاص من شخص أوباما وذلك بوصفه بالمتدرب مرة ومرة بالساذج ومرة يقول أن أوباما لا يفهم...أو أوباما ليست لديه الخبرة لكذا وكذا.



- أوباما في أكثر من مرة كرر أنه يوافق ما يقوله ماكين وهذا من وجهة نظري الشخصية لا يفيد أوباما بقدر ما يفيد ماكين لأنه يؤكد صحة الإتهامات التي وجهها ماكين ل أوباما والتي ذكرتها في النقطة السابقة.

أخيراً كم أتمنى أن تجرى مناظرة بين جو بايدن و سارة بايلن حتى أضحك على فضائح الجمهوريين ومشروع الدُمّى الفاشل.

blog comments powered by Disqus