Says "Today is the day of mourning myself. Sitting here with no one except Darkness, the only faithful friend I have in this world. He's here right by my side. Hugging me with his frozen arms so that I won't hesitate performing my ceremony, the ceremony of my misery."
we [Arabs] are stuck, subject to the call of our past and the weight of our history, unable to get beyond ourselves or to seek others
Edward Said
نحن ]العرب [عالقون بين خضوعنا لماضينا وثقل تاريخنا , غير قادرين على تجاوز أنفسنا أو السعي إلى الآخرين.
إدوارد سعيد
***
Most of our [Arabic] literature is devoid of any attempt to portray, much less to understand, the other. How many recent novels seriously attempt to represent an American or an Israeli? Hardly any.
Edward Said
يخلو معظم أدبنا ]العربي[ من أي محاولة لتصوير أو حتى لفهم الآخر. فكم عدد الروايات الحالية التي تحاول بجدية تصوير الأمريكي أو الإسرائيلي؟ بالكاد نجد أي رواية.
إدوارد سعيد
***
Under a government which imprisons any unjustly, the true place for a just man is in prison.
Henry David Thoreau
في ظل حكم حكومة تسجن أي شخص ظلما , يبقى السجن هو المكان المناسب ل الرجل العادل
هنري ديفيد ثورو
***
Keep the Salves physically strong but psychologically weak and dependent on their master. Keep the body take the mind.
We can easily forgive a child who is afraid of the dark; the real tragedy of life is when men are afraid of the light.
Plato
يمكننا بسهولة أن نغفر لطفل يخشى الظلام , لكن مأساة الحياة الحقيقية هي حينما يخشى رجال النور
أفلاطون
***
Women always worry about the things that men forget; men always worry about the things women remember.
By An Anonymous
دائما تقلق المرأة من الأمور التي ينساها الرجل و دائماً يقلق الرجل بشأن الأمور التي تتذكرها المرأة.
مجهول
***
إن المقاييس الأخلاقية التي يضعها المجتمع لابد أن تسري على جميع أفراده بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو الطبقة الاجتماعية فإذا كان المجتمع يؤمن بالعفة في الجنس كقيمة أخلاقية فلابد أن تسري هذه القيمة على جميع أفراده أما أن تسري على جنس دون الآخر أو على طبقة دون الطبقة الأخرىفهذا يدل على أن العفة ليست قيمة أخلاقية وإنما هي قانون فرضه النظام الاجتماعي القائم
نوال السعداوي
***
أشنع جريمة اقترفتها المرأة , أنها ولدت الرجل الذي يهجوها
مجهول
***
هامش:الترجمة ليست من إختصاصي لذا أعتذر على ردائتها وأرحب بأي محاولات لتحسين ترجمة هذه الأقوال. وأعتذر لعدم تمكني من وضع "رابط" الجزء الأول من الأقوال. ذاهبه لأعتكف مع كتبي
This song talks about the dilemma of the modern man. It questions man's sickness of this world, lose of faith, and tries to put an end to it by following some of the Asian believes, Jeong (righteousness) Ban (opposition) Hap (harmony) But will that work???
Yo! U Know ( his friend's name ), let's try some noise bit. "O" "O" "O" Let's do this.
So tell me, what do you think about the way things are?
If you step back and look at this generation,
there's no principle, no rule and no absolute truth
does your figure in this era always come back to its original form?
(You're struggling to understand what justice and truth is.)
The ideal that doesn't exist in reality…
means nothing!
…."O..." Now I'm afraid of the opposition that only exists for one's profit
We will be drifting without destination
Now the one I'm searching for
Is the effort to be together
….Let us join hands and shout together.
Our dreams should come true
People who thirst for this dream to be realized…
Gather courage in the form of Jeong (righteousness)
You know! Check it, check yo!
Irrational disputes, flying at each other.
Here we go, right now! An open mind yo! Open mind!
That's how we'll find a resolution.
I have to go I have to go gotta make my Ban Jeong, rightly Jeong, till it's right.
The effort of Jeong (righteousness) Ban (opposition) Hap (harmony)
will someday make the dream bloom on this earth.
When everyone works towards even a small dream,
Things will change. We just have to pave the road.
I mustn't hinder the flow of progress with the weight of my Ban (opposition).
We can coexist at any time!
"O..." I don't know why, I'm still afraid. Am I doing this the right way?
"O..." We struggle towards our destination.
Always believing that a growing harmony
Will surely be achieved.
Someday, like a blooming flower,
wouldn't it brighten the earth?
Jeong! (righteousness)
Ban! (opposition)
Hap! (harmony)……
Burdened by scars, it seems you face trials in the dark.
Even if you start to feel like retreating,
No matter what, don't stop! Don't stop!
"O..." Don't be afraid. Keep going on for life,
"O..." All the way, until there's nothing left.
All we seek now is effort for the sake of Hap (harmony)
Let us join hands and shout together.
People who thirst for this dream to be realized...
Gather courage in the form of Jeong (righteousness)!
In this society, people go about
Offering neither right nor left hand. We just have to pave the road,
دق جرس التليفون بمنزلي ليلة الجمعة 20 يوليو 1996. صوت امرأة تولول عبر الأسلاك: الحقينى يا دكتورة. الأستاذ طلعت في غيبوبة فوق الجهاز!
كنت في غيبوبة النوم. جهاز إيه؟ الأستاذ طلعت أخويا؟ أيوه يا دكتورة أخوك بيموت فوق الجهاز الحقينى!
انتبهت وتذكرت. كان أخي منذ ساعات قليلة جالساً إلى جواري يضحك ويستعد للسفر لإسكندرية لقضاء شهر أغسطس. اتفقنا على اللقاء غداً في بيته ليعطيني صورنا القديمة منذ الطفولة. انتزعها من بيت جدي منذ أكثر من نصف قرن واحتفظ بها داخل صندوق مغلق كأنها الجواهر. لم أعرف قيمة هذه الصور إلا في الشهر الماضي في لندن, طلب مني الناشر الإنجليزي خمس عشرة صورة لمراحل الطفولة وأول الشباب, سوف ينشر هذه الصور مع كتابي الجديد " أوراق حياتي"
أصبحت في الشارع..السيارة تشق الظلمة من شمال القاهرة إلى الجنوب, الضربات تحت ضلوعي تتصاعد مع مطبات الطريق.
هل ألحق أخي قبل أن يموت؟ منذ أيام قليلة نصحه طبيبه الخاص ألا يذهب إلى المستشفى لعمل غسيل كلوي. وسألني الرأي فقلت له بالحرف الواحد: أنا لا أنصح أي إنسان قريب أو غريب بالذهاب إلى أي مستشفى , فأنا اشتغلت طبيبة سنين طويلة في هذه المهنة الكئيبة , أدركت حقيقة جوهرية هي: أن المستشفيات في بلادنا لم توجد إلا للإسراع بوفاة الناس. أما هذا الجهاز المسمى بجهاز الغسيل الكلوي فليس إلا أداة للقتل.
ضحك أخي وكان يحب الضحك والمرح منذ الطفولة. أكثر ما كان يحب الموسيقى والعزف على العود. الرجال والنساء في عائلة أبي وأمي كانوا مثل بعض المشايخ اليوم, يرون أن الموسيقى "زنا" كعمل المرأة خارج البيت واختلاطها بالرجال, وهجر أخي الموسيقى ودخل الجامعة ليحمل شهادة عليا, عاش بها ومات بها موظفاً مجهولاً في أحد سراديب.
قبل أن أصل إلى مستشفى 6 أكتوبر بالدقى مات أخي فوق الجهاز. ألقوا به في غرفة قذرة كما يلقون بالآلاف من الموتى الفقراء المجهولين أو الموظفين تحت مظلة التأمين الصحي بلا واسطة للوزير أو رئيس جهاز.
أخذوني إلى حيث رأيت الصراصير السوداء تجري فوق البلاط, فوق الترولي رأيت شيئاً ملفوفاً في بطانية قذرة.
قدماه تطلان عاريتين مرعوبتين بلون الجير الأبيض بلا قطرة دم. عرفته من قدميه. الأصابع الطويلة لها شكل أصابعي. لم أستطع أن أرفع البطانية المهلهلة لأرى وجهه.
قلت للمسئولين عن الجهاز: هذه جريمة قتل. كانوا من زملائي الدكاتره , بعضهم يمسك سبحة صفراء بين أصابعه ويرتدي لحية سوداء طويلة, قالوا: الموت بإرادة الله يا دكتورة ألا تؤمنين بالله؟ هكذا في غمضة عين أنقلب الوضع. كنت أتهمتهم بالإهمال إلى حد القتل. أصبحت أنا المتهمة بعدم الإيمان أو الكفر.
الليلة الأخيرة لأخي في هذه الدنيا قضاها عارياً داخل ثلاجة المستشفى. في الصباح سافر داخل الكفن والصندوق إلى قريتنا كفر طحلة حيث المقبرة.
في القرية تجمعت النساء والرجال من عائلة السعداوي من الفلاحين والفلاحات بالوجوه المتربة المرهقة والأيادي المشققة.
عائلة شكري بيه سليلة المجد حتى طلعت باشا في اسطنبول "المرحوم جدي والد أمي منح أخي اسم طلعت على اسم جده العظيم في تركيا" رائحة العرق والطين في الجلابيب القديمة تختلط برائحة العطور الأنثوية في الفساتين والطرح السوداء الحريرية.
أكثرهم شجاعة كانت زينب ابنة عمتي المرأة الفلاحة الفارعة القامة تذكرني بجدتي مبروكة "أم أبي" خطواتها الواسعة تدب فوق الأرض. صوتها مملوء بالقوة: ما تحمليش هم حاجة يا دكتورة. أحنا فتحنا المقبرة وكل حاجة جاهزة عشان الجنازة.
زينب الفلاحة لم تولول مثل النسوان القادمات من المدينة, الملفوفات في الطرح والفساتين الحريرية, الشاحبات الوجه من عدم رؤية الشمس, أو عدم العمل في الحقل. إنهن من عمر زينب لكن زينب لا تكف عن الحركة والعمل من طلوع الشمس وحتى مغربها. وهن جالسات متربعات فوق الشلت. يولولن أو يثرثرن أو يتقاسمن الميراث قبل أن يتوارى الجثمان في المقبرة.
كان المنادي في القرية قد طاف قبل صلاة الجمعة يعلن وفاة الأستاذ طلعت السعداوي ابن فلان وشقيق فلان وفلانة, هذه الفلانة هي أنا. ذكر المنادي اسمي كاملاً "الدكتورة نوال السعداوي". تجمع الفلاحون من قريتي والقرى المجاورة فوق الجسر , ينتظرون قدومي, يريدون تقديم العزاء لي. إنهم يعرفونني منذ كنت طبيبة الوحدة الصحية المجمعة في طحلة, وقد سعيت كثيراً لإدخال الكهرباء والمياه النقية و رصف الطريق الزراعي وفتح المدرسة للبنات و مراكز للشباب, وما زلت أسعى حتى اليوم لإدخال شبكة المجارى أو الصرف الصحي.
لم يشعر أحد من الفلاحين أن اسم المرأة عورة إذا نادى به المنادي, أو أن مشاركتها في جنازة أخيها نوع من الزنا مثل خروجها إلى العمل بأجر.
إلا أن بعض الدكاترة من حملة الشهادات العليا من الرجال في العائلة الكريمة كانوا على خلاف مع الرجال الفلاحين. لاحظت أن لبعضهم اللحى الطويلة والمسابح الصفراء, سمعتهم يقولون: اسم المرأة لا يصح أن ينادى به كما ينادى اسم الرجل والمرأة ممنوعة من السير في الجنازات حسب الإسلام الصحيح.
دار النقاش بين الدكاترة والفلاحين حول الإسلام الصحيح والإسلام غير الصحيح. لم أشترك في النقاش ولم أشارك أيضاً في الجنازة. قلت لنفسي ربما يتحول الأمر إلى معركة بين الدكاترة والفلاحين , وأهم شيء عندي أن يدفن أخي وأطمئن على مثواه الأخير قبل أن أعود إلى القاهرة.
بعد الجنازة والدفن, بدأنا نحسب المصاريف كان الاتفاق أن أدفع 50% من المصاريف- بعد أن استولت زوجة المتوفى على معاشه من الحكومة والذي صرفه قبل الوفاة بساعة واحدة, وقدره 650 جنيهاً مصرياً, إذ دست يدها في جيبه وهو فوق الجهاز وقبل أن يلفظ أنفاسه- وأخي الأصغر يدفع النصف الآخر.
في الطريق الزراعي من القرية إلى المدينة دار في رأسي هذا السؤال: لماذا يكون اسم المرأة عورة ومشاركتها في الجنازة عورة؟
فلماذا لا تكون أيضاً فلوس المرأة عورة؟ ولم يعترض أحد من الدكاترة على أن أدفع المصاريف.
أقسمت على أن لا ألوث مدونتي بالحديث عنهم وعن حماقاتهم أتبعت قواعد العزلة فلا حديث إلا مع كتبي وأصدقائي من القراء. ألبست مدونتي ثوب الأدب رغم أني في أرضٍ يعاني سكانها من قلة الأدب , فلا شيء يعادل المتعة الفكرية ورفقة كُتاب كبار ك Eliot و عمي Emerson و والدي Mathew Arnold و مطري و نزاري وغادتي وصباحي. أكملت المسير في طريقي هذا وكنت في رحلة ضوء مع عبد الرحمن منيف حتى استوقفتني شعاراتهم , هذه تشتم دعاة حقوق المرأة وتلك تفصل وتختار ما تشاء من حقوقنا فالبعض من هذه الحقوق حق ينبغي أن نطالب به والبعض الآخر منها باطل وفجور لا يطالب به إلا كل علماني يود نشر أفكاره الهدامة إلى المجتمع.
ذهلت من بعض ما قالوه...باطل وفجور!!! وعلماني!!! يالله كم من الكلمات يلقون بها ولا يلتفتون لما تحمله من معاني أم..تراهم يستسهلون قذف أي شخص يختلف معهم بهذه الكلمات. ها قد بدئت كلماتهم تخترقني وتحول بيني وبين كتابي. نظرت بحزن إلى كتابي العزيز. احتضنته وقلت له بنبرة امتزجت بشيء من الحنان والألم "عذراً صغيري أغفر لي ما سأقدم عليه. أعلم أنك تود مني أن أكمل رحلتنا رحلة ( الضوء ) لكني لا أستطيع أن أصمت تجاه ما يقوم به هؤلاء الحمقى فأصواتهم وشعاراتهم أصبحت تعكر علي أجواء رحلتنا السعيدة. وسأعود إليك بعد ردي على هؤلاء."
و الآن بعد أن تركت كتابي مكرهه أصبحت متفرغة لكم ولشعاراتكم فاستعدوا ل أول الغيث. وإياكم أن تعتقدوا أن هذه الفتاة قد تكبدت كل هذا العناء لتغير من معتقداتكم أنا لا أنوي يا سادة تغيير أفكاركم ولن أصادر لكم أرائكم كما تفعلون أنتم معنا لكني لا أسمح لكم بالتجني على حركة تحرير المرأة ووصف من يعارضكم الرأي بأشنع الصفات وأول القطرات التي أسقطها اليوم على رؤوسكم هي رد على هذه التجنيات والهجمات.
الحقيقة التي قد تجهلونها أو تتجاهلونها هي أنه رغم أن حركة تحرير المرأة في هذا البلد تقوم على مجهودات فردية غير منظمة و رغم الاختلافات بين روادها إلا أن معظم دعواتهم ومجهوداتهم ترتكز على خمسة نقاط رئيسية وهي:
1-المطالبة بكل الحقوق التي شرعها الله لنا وأغتصبها البشر وقد ذكرت هذه الحقوق في تدوينه سابقه لي في مدونتي القديمة.
2-الخروج من عباءة الرجل التي وضعها المجتمع ل المرأة أي أن تبدأ المرأة استقلالها الفكري والاقتصادي.
3-استقلال المرأة لا يشكل تهديد ل الرجل الإنسان الذي يعتبر المرأة إنسان مثله وإنما يهدد سلطة الذكر الرجعي الذي يعتبرها أمته أي أن حركة تحرير المرأة ليست ضد الرجل الإنسان وإنما ضد ذلك الذكر.
4-الاهتمام بقضايا المرأة والمطالبة بحقوقها لا يقل أهمية عن الاهتمام بقضايانا الأخرى كما أنه لا ينفصل عن بقية قضايانا وهمومنا كقضية تحرير الأرض والفكر.
5-الدعوة إلى التجديد والإبداع لا التبعية ل الغرب ولا تمسيح بلاط السلطان.
وحتى بعد عرضي لهذه النقاط سيستمر أصحاب الشعارات في شعاراتهم التكفيرية فنحن في نظرهم كفار ينبغي عليهم التخلص منا وأعود وأكرر ما ذكرت سابقاً أنني لا أطالبهم بتغيير أفكارهم وحديثي الدائم هنا حول المرأة ليس إلا عبارة عن تعبير عن أرائي ومعتقداتي التي أؤمن بها و بما أنني قد تركت كتابي وتفرغت لهم أود أن أختم تدوينتي بهذا الإعلان الذي سيصعق الكثير منهم فابنة بلدهم تأتيهم بأفكار غريبة عنهم و ربما يتم التشكيك في جنسيتي كما حدث لي من قبل, لم أعد أهتم كثيراً لذلك عليهم أن يجربوا معي أشياء جديدة لكن قبل ذلك عليهم تحمل هذا الخبر ألم أقل من قبل أنه على من أخرجني من عزلتي أن يتحمل النتائج المترتبة على ذلك.
صوت أنثى هذه الفتاة المجنونة - كما تدعوني إحدى قريباتي- قد ضاقت ذرعاً بكم وبشعاراتكم لذا قد قررت أن تتصدى لكم وتعتلي منبر مدونتها لتكون نوال سعداوي أخرى (على طريقتها الخاصة). وسأعمل على نشر مقالات لهذه الكاتبة في مدونتي وسأرسلها عبر الإيميل لمن رفض بحثي بالأمس بحجة أن اضطهاد المرأة موضوع غير مهم, وخلاصة القول أنني سأعلن الحرب على منهم في عالم الواقع ومنهم في عالم الإنترنت ولن ألزم الصمت بعد الآن.
على من أخرجني من عزلتي أن يتحمل نتائج ذلك...و أول النتائج أنني أصبحت مشروع ......لن أعلن عن هذا المشروع في هذه التدوينه سأتركه للتدوينه القادمة بإذن الله. وهذه التدوينه هي خطوتي الأولى..
"يقولونَ: إن الأنوثةَ ضعفٌ وخيرُ النساءِ هي المرأةُ الراضية وإنَّ التحررَ رأسُ الخطايا وأحلى النساء هي المرأةُ الجارية يقولونَ: إنَّ الأديباتِ نوعٌ غريبٌ من العشبِ...ترفضهُ الباديهْ وإنَّ التي تكتبُ الشعرَ... ليستْ سوى غانيهْ!! وأضحكُ من كلِ ما قيل عني وأرفضُ أفكارَ عصر التنكْ ومنطقِ عصر التنكْ وأبقى أغني على قمتي العاليهْ وأعرفُ أنَّ الرعودَ ستمضي... وأنَّ الزوابعَ تمضي... وأنَّ الخفافيشَ تمضي... وأني أنا الباقية"
نحن الرجال الجوف نحن الرجال المحشوون المتكئون على بعضهم مثل حزم ملأي بالقش : عندما نهمس سوياً تنبعث أصواتنا المبحوحة هادئة وعديمة المعنى كالريح بين ثنايا العشب الجاف أو كأرجل فئران على زجاج مكسور .. ونحن في مخبئنا الموحش
:: أشكال بلا هوية وظلال بلا ألوان قوى مشلولة وإيماءات جامدة : عندما يتذكرنا أولئك الذين عبروا بجسارة إلى مملكة الموت الأخرى لا يتذكروننا كمفقودين ذوي نفوس جامحة بل كرجال جوف كرجال محشوين ***********
II
أعين لا أجرأ أن أراها.. في أحلام مملكة الموت هذه لا تكاد تبين .. فالعيون هناك شعاع من الشمس على عمود مشروخ شجرة تتمايل وأصوات مع الريح تغني .. أصداؤها أكثر بعداً وأكثر تجهماً من نجم آفل : دعني لا أدنو أكثر من مملكة حلم الفناء دعوني أرتدي هذه الأقنعة التنكرية المتعمدة من فراء الفئران وريش البوم ودمى الحقول أنطلق كالريح …… ولا أدنو أكثر…… ذلك ليس هو آخر اللقاءات في مملكة الشفق
************
III هذه الأرض الجرداء هي أرض الصبار التي ترتفع فيها الصور الحجرية ويتلقون فيها أكف الموتى المتوسلة تحت بريق نجم وشيك الأفول .. هكذا في مملكة الموت الأخرى نصحوا وحيدين .. في ساعة نرتجف فيها من الرقة وشفاه ستُقبِل .. تتمتم بالصلاة على حجر هشيم. ************
IV العيون ليست هنا.. ليس ثمة عيون هنا...في هذا الوادي وادي النجوم المحتضرة الوادي الأجوف الفك المهشم لمملكتنا المفقودة . : في آخر مواقع اللقيا نتلمس طريقنا سوياً في صمت مطبق ونحن مجتمعون على شاطئ هذا النهار الفياض
: بلا رؤيا .. إلا عندما تعود العيون للظهور كنجم سرمدي أو كزهرة وافرة الأوراق في مملكة شفق الموتى محط آمال الرجال الجوف وحدهم
************
V هنا نطوف حول التين الشوكي "يا أيها التين .. أيها التين" هنا نطوف حول التين الشوكي في الخامسة صباحاً عند الفجر
: ما بين الفكرة والحقيقة ما بين الحركة والفعل يقع الظل.. ................................لأنك أنت الملكوت
: ما بين التصور والخلق ما بين المشاعر والتجارب يقع الظل..
................................لحياة ذات مدى ممتد ..
: ما بين الرغبة والتقلص ما بين الفعالية والوجود .. ما بين الجوهر والمنبت يقع الظل.. ................................لأنك أنت الملكوت
: ولأنك أنت الحياة ولأنك أنت .. : هكذا ينتهي الكون هكذا ينتهي الكون هكذا ينتهي الكون ليس بالصيحة المدوية وإنما بالأنين.
صفحة من ضمن صفحات عديدة داخل كراسة صغيرة رُسِم على غلافها بيت ريفي جميل على يمينه تله خضراء يقف خلفها قوس المطر بألوانه الزاهية.
سُكان هذه الكراسة كانوا حريصين جداً على إظهار ولائهم لكراستهم العزيزة فعملوا على الالتزام بقوانينها داخل صفحاتهم تلك القوانين كانت تفرض عليهم صبغ أنفسهم بألوان قد حددت لهم من قبل..فاللون الأزرق يصبغ به الصبيان والوردي تصبغ به الفتيات والأخضر للرجال والأصفر للنساء.
لازلتُ أذكر اليوم الذي صبغتني والدتي فيه باللون الوردي..في ذلك اليوم أخبرتها عن رغبتي في أن تصبغني بأي لون عدى هذا اللون فضحكت ووعدتني أنها في يومٍ ما ستصبغني باللون الأصفر..أخبرتها عن رفضي لهذه الألوان فغضبت مني وطلبت مني أن التزم بما يقتضيه قانون الكراسة ورغم أني في ذلك الوقت لم أفهم مالذي يعنيه ذلك القانون إلا أنني كنت في داخلي العنه في اليوم أكثر من مائة مرة لأنه كان يكتم أنفاسي بقوانينه الغبيه.
كنت في كل ليلة أرتمي في حضن سريري وأخفي وجهي داخل وسادتي فأبللها بدموعي حتى تغرق وأغرق معها , تلك هي طريقتي في دفن أحزاني.
حتى جاء ذلك اليوم الذي اعتقدت فيه أن أحزاني ستنتهي.....
في ذلك اليوم قفزت خارج الكراسة و اغتسلت بمياه النبع حتى طهرت جسدي من طلائهم الوردي.
كنت اعتقد أنني حينما أتحرر من قيودهم...أغدو سعيدة وها أنا اليوم تعيسة تعيسة.. أدفع ثمن تلك الخطيئة...ليتني لم أغتسل بمياه النبع ليتني قبلت قوانين الكراسة فلربما عشت سعيدة في قلب الصفحة..
لكن..الآن... قلب الصفحة لم يعد يقبل بي ولا أنا أقبل به...أصبحت بيني وبينه كراهية وعداء شديد...لم أعد نقطة ساذجة مطيعة كبقية النقاط التي يحتويها..
أنا اليوم نقطة متمردة وحيدة..لوني لا يشبه أحد....لا بيت لي أؤوي إليه..لا قلب الصفحة ولا حتى هامشها الذي أرتضى بالأمس أن يؤويني..أصبحت حتى أهرب منه!! أريد أن أهرب..أن أبتعد عن أشعة الشمس التي باتت تحرقني...أريد أن أهرب إلى ظلاٍ يؤويني..ظل..يمنحني القدرة على أن أتحدث دون أن أتألم....ظل..أجد فيه من يفهم كلماتي ولا أسمع فيه فقط صدى صوتي...
لكن يبقى الظل مجرد حلم..وتبقى الهوامش قدري الأزلي الذي أحاول الهرب منه..حتى الحكاية التي كنت أنوي سردها اليوم عليكم أصبحت أتهرب منها..لم أعد قادرة على فعل أي شيء فالأمطار الساخنة أصبحت تنهمر على وجهي بغزارة لذا...سأبقى خارج الصفحة وسأترك الهوامش تحكي لكم الحكاية...حكاية تحكى في "12هامش"
هامش (1)
بجوار بيتنا حصنٌ يقال انه منيع يسكنه سلطانٌ غليظ يرفع السوط على الرعية..ليل نهار..
يردد مقولته الشهيرة "القول قولي والرأي رأي وأنتم يا هؤلاء لي تابعون" من يخالفه الرأي يقذف به في الزنزانة ومن يعصيه ينادي بعزرائيل ليقتص منه
ما هكذا الإمارة يا هذا ولتتقي الله في الرعية وتلزم السيرة النبوية أمشي على خطى المصطفى لتطاع… قدر المستطاع
هامش (2)
حينما كنا في ساحة الحوار تركني وأسرع إلى السوق وعاد إلي مهرولا ببضاعة قذف بها في وجهي وقال: لقد قال فلان بن فلان... هذا هو البرهانوبه ينتهي الجدال ولترفعي شعار الاستسلام
نحن لسنا في عراك يا هذا حتى أرفع لك الشعار ثم هلا تأملت البضاعة فقد تكون بضاعتك جيدة لكنها ليست بسليمة حينما تخطيء المقام أليس هذا بخطأ جسيم يعاقب عليه الأنام
هامش (3)
بالأمس.... كانت تقف هناك ورقةٌخضراءُيانعة في غصن شجرة جرداء عارية أعجبني نضالها وعشقت كفاحها وحينما بدء يدب في قلبي الأمل أسقطوها وداست عليها أقدامهم ترى.... أيكون هذا جزاء الإحسان يا من تدعون أنكم أهلاٌ ل الإحسان
هامش (4)
Don't you know that…… You can stop a child from walking just when you start laughing at his first steps Don't you know that……. You can kill an artist just when you tell him that you don't like the colors he has chosen Don't you know that…… You keep on saying "people you are useless" and you are the useless pathetic one
To a useless teacher Hopefully you'll know what you have done to us
هامش (5)
:
:جريمة شنيعة......
الاغتراب وسط عقلائهم
.
.
.
هامش (6)
:
:
:الصمت = الموت النطق = الكفر فالموت كلاهما يؤديان إلى طريق واحد فأيهما تختار؟؟؟
.
.
.
هامش (7)
"هنالك فئة من البشر تشكل الحقيقة لديهم حافزاً للبحث. هذه الفئة لا تريد التفسيرات السطحية أو الإجابات السريعة بل تريد الغوص في ماهية الأمور مستعينة بأدوات كيف ولماذا بحثاً عن الإجابة"
منذر قباني
.
.
.
هامش 8
My dear Joan You are a unique person A genius You have accomplished a lot of great things My dear Joan Take a friend's advice. Leave well alone Before they come to kill you
هامش (9)
انسلخوا من سوادهم ليدعوا البياض التام فماذا كانت النتيجة صبغوا بالرمادي ولازالوا ينشدون أنشودة البياض
.
.
.
.
.
.
هامش (10)
دعكم من النظر في المرآيا فما يحدث لنا بالتأكيد هو مؤامرة ولتحيا نظرية المؤامرة
الرواية التي في يدي الآن هي شيكاغو أو شيكاجو كما هي مكتوبة على غلاف الكتاب لعلاء الأسواني. تدور القصة حول مجموعة من الطلبة المصريين الذين أبتعثوا لإكمال دراساتهم العليا في مجال الطب وتحديداً في تخصص الهيستولوجي (علم الأنسجة) في إحدى جامعات شيكاجو. تبدأ الرواية بإعطاء القارئ لمحة تاريخية عن هذه المدينة التي كانيسكنها الهنود الحمر لكنهم تعرضوا لإبادة من المستعمرين الأوروبيين الذين استعمروها عام 1673 م " المستعمرون البيض, الذين قتلوا ملايين الهنود واستولوا على أراضيهم ونهبوا ثروتهم من الذهب... كانوا-في نفس الوقت- مسيحيين متدينن للغاية.......ذهب كثير من المستعمرين البيض إلى أن "الهنود الحمر, بالرغم من كونهم مخلوقات الله على نحو ما, فإنهم لم يخلقوا بروح المسيح, وإنما خلقوا بروح أخرى ناقصة شريرة"..وأكد آخرون بثقة.." هذه المقدمة لم يضعها الراوي عبثاً إنما هي عبارة عن مقدمة لبداية نقده ل المستعمر الأبيض ولأمريكا ولنظامها الرأسمالي. كذلك تتناول الرواية المشاكل التي قد يقع فيها الطلاب المغتربين وقد تمكن علاء من جعلي أعيش هذه الأجواء ربما لأنني أحلم كثيراً بالإبتعاث.
ومن القضايا الأخرى التي ناقشها علاء في روايته قضية فساد الأنظمة السياسية كالنظام الأمريكي الذي تورط في حرب فيتنام التي راح ضحيتها ملايين البشر وكالنظام المصري الحاكم الذي يواصل اضطهاده ل الشعب كذلك تناول علاء ل المشاكل القائمة بين المصريين أنفسهم كالقضايا الشائكة بين الأقباط والمسلمين المصريين كذلك عرض علاء مشكلة التخوف من الآخر العربي المسلم خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومشاكل التمييز والعنصرية بين الأمريكيين وغيرهم وبين الأمريكيين أنفسهم.
الرواية من وجهة نظري الشخصية رائعة جداً سواء من ناحية القصة أو من ناحية بناء الشخصيات أو حتى من ناحية غناها بالقضايا العديدة التي تطرقت لها لكن يظل هنالك شيء وحيد نغص علي الاستمتاع بالرواية و هو وضوح أراء الكاتب علاء رغم أنه حاول أخفاء ذلك بجعله شخصياته تصرح بها إلا أنه كان من الواضح أنها أرائه وأعتقد أن هذه المشكلة ليست مشكلة علاء وحده بل مشكلة معظم الروائيين العرب.
هنالك خط تلتقي فيه هذه الرواية مع رواية فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد وهو يتعلق بتقنية فنية أستخدمها الكاتبان في طريقة أنهاء فصول الرواية ولازلت أجهل أسم هذه التقنية وبالتاكيد لن أرتاح حتى أعرف أسمها , عموماً هذه التقنية تعتمد على أن تحتوي الرواية على أكثر من قصة بحيث يدور كل فصل حول قصة محددة ومن ثم ينتهي نهاية مشوقة جداً دون أن تنتهي القصة في هذا الفصل ولا يعرض الفصل التالي من الرواية هذه القصة بل يتناول قصة أخرى لشخصيات أخرى وينتهي على نفس طريقة إنتهاء الفصل الذي سبقه ومن ثم ينتقل القارئ إلى الفصل الثالث من الرواية ليكمل الجزء المتبقي من القصة التي عرضت في الفصل الأول من الرواية وهكذا حتى تلتقي جميع خطوط الرواية مع بعضها ومن ثم يسدل الستار كما حدث في فخاخ الرائحة أو أن ينتهي كل خط على حدة كما حدث في شيكاجو.